
حمص، 4 يونيو 2025 – في خطوة رائدة نحو تمكين العمل التطوعي وتعزيز تأثيره في المجتمع، استضاف مسرح قصر الثقافة بحمص أمس الأربعاء ندوة حوارية وورشة عمل بعنوان “توظيف الذكاء الاصطناعي في عمل الفرق التطوعية”. جاءت هذه الفعالية برعاية كريمة من مديرية ثقافة حمص بالتعاون مع مركز تقدم للحوار والتنمية وبناء السلام، وقناة هاني تك التي أسسها المدرب الخبير في التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي الأستاذ هاني نوايا. شهدت الورشة حضوراً لافتاً من ممثلي الفرق التطوعية المجتمعية والإنسانية والخدمية، بالإضافة إلى عدد من رواد الأعمال والمهتمين.
تهدف هذه الورشة إلى تعزيز أدوات العمل التطوعي، وتقديم رؤى مبتكرة تسهم في إحداث تغيير إيجابي وفعّال في المجتمع. وتعد هذه المبادرة فرصة حقيقية للمتطوعين للاستفادة من أحدث التقنيات، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، لتطوير مشاريعهم وتعظيم تأثيرهم في مختلف المجالات، مما يعزز دورهم في بناء مجتمع أكثر فاعلية وازدهاراً.
قدم المدرب هاني نوايا خلال الورشة عدة محاور هامة. بدأت بمناقشة “سوريا الجديدة في عصر الذكاء الاصطناعي”، مستعرضةً الفرص الكبيرة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لمستقبل البلاد. ثم انتقلت الورشة إلى مقارنة بين المنهجيات الكلاسيكية ومنهجيات الذكاء الاصطناعي في العمل التطوعي وتسريع الأعمال.
بعد ذلك، ركزت الورشة على مهارات الذكاء الاصطناعي التي تدعم وتطور المبادرات التطوعية، مثل تحليل الاحتياج المجتمعي، تصميم مقترحات المشاريع، إدارة فرق العمل، التسويق والترويج للمبادرات، وتحليل البيانات. كما تم عرض نماذج مُلهمة لفرق تطوعية استطاعت توظيف الذكاء الاصطناعي بفاعلية في مبادراتها.
واختتمت الورشة بتقديم خطوات عملية لتبني الذكاء الاصطناعي في المبادرات المجتمعية، وشمل ذلك نموذجاً عملياً يوضح كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل المبادرة، بدءاً من تحليل الاحتياج وصولاً إلى تحليل الأثر وإنشاء التقارير النهائية.
شهدت الورشة فقرة التطبيق العملي والتجارب المباشرة، حيث تمكن الحضور من طرح الأسئلة وتوضيح المفاهيم المتعلقة بـ الذكاء الاصطناعي مع المدرب هاني نوايا. وفي ختام الورشة، وزعنا قائمة بأهم أدوات الذكاء الاصطناعي التي تفيد الفرق التطوعية والحضور في عملهم، بهدف تزويدهم بموارد عملية تساعدهم على دمج هذه التقنيات في مبادراتهم.
صرح رضوان الثلجي، منسق العمل الميداني في مركز تقدّم للحوار والتنمية وبناء السلام: “نؤمن في مركز تقدّم بأهمية الجمع بين العمل المجتمعي والتقنيات الحديثة، ونعمل باستمرار على تمكين الفرق التطوعية بالأدوات اللازمة لتوسيع أثرها المجتمعي وتعزيز الابتكار في مبادراتها.”
يؤكد مركز تقدم للحوار والتنمية وبناء السلام ومديرية ثقافة حمص على التزامهما بدعم وتمكين المجتمع المدني من خلال تقديم المعرفة والأدوات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي في خدمة أهداف التنمية المجتمعية.


