الأنشطة

بيان: تحقيق السلام والاستقرار في سورية مسؤولية وطنية ودولية

في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا بعد سنوات طويلة من النزاع والاستبداد، يؤكد مركز تقدم للحوار والتنمية وبناء السلام أن تحقيق السلام والاستقرار في البلاد ليس مسؤولية السوريين وحدهم، بل هو واجب دولي يتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم عملية انتقال سياسية عادلة ومستدامة.

أولًا: الحوار الوطني كمدخل أساسي للسلام

يؤمن المركز بأن الحوار الوطني الشامل هو حجر الأساس لأي عملية سياسية ناجحة في سوريا. يجب أن يشارك في هذا الحوار جميع مكونات المجتمع السوري، من دون إقصاء أو تهميش، لضمان حلول سياسية عادلة ومستدامة تُراعي حقوق جميع المواطنين وتؤسس لدولة ديمقراطية حديثة.

ثانيًا: العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية

لا يمكن تحقيق سلام حقيقي دون محاسبة عادلة على الجرائم والانتهاكات التي ارتُكبت بحق السوريين. يطالب المركز بتفعيل آليات العدالة الانتقالية، التي تضمن المساءلة، وجبر الضرر، وتعزز المصالحة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد.

ثالثًا: إعادة الإعمار والتنمية كركائز للاستقرار

يرى المركز أن إعادة الإعمار ليست مجرد عملية اقتصادية، بل هي شرط أساسي لتحقيق السلام والاستقرار. إن توفير فرص العمل، وتحقيق تنمية عادلة، وإعادة بناء البنية التحتية، أمور لا غنى عنها لضمان عدم عودة أسباب الصراع مجددًا. كما ندعو المجتمع الدولي إلى دعم سوريا في هذه المرحلة من خلال مشاريع تنموية مستدامة تُعزز الاقتصاد المحلي.

رابعًا: الدور الدولي في دعم السلام

السلام في سوريا لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن المجتمع الدولي. يجب على الدول الفاعلة أن تتحمل مسؤولياتها في دعم مسار سياسي عادل، والضغط لإنهاء أي تدخلات خارجية تُؤجج الصراع، وتقديم الدعم اللازم للسوريين في بناء مستقبلهم بعيدًا عن أي إملاءات أو وصاية خارجية.

خامسًا: دور المجتمع المدني والإعلام في تعزيز ثقافة السلم

يلعب المجتمع المدني دورًا حاسمًا في تعزيز ثقافة الحوار، وترسيخ قيم الديمقراطية، وبناء جسور الثقة بين مختلف مكونات المجتمع السوري. كما أن للإعلام الحر دورًا محوريًا في نشر الوعي، ورفض خطاب الكراهية، وتعزيز السلم المجتمعي.

ختامًا

يؤكد مركز تقدم للحوار والتنمية وبناء السلام أن مسؤولية تحقيق الاستقرار والسلام في سوريا هي مسؤولية جماعية، تتطلب تعاونًا جادًا بين السوريين أنفسهم والمجتمع الدولي. ويدعو المركز جميع القوى السياسية والمجتمعية إلى تغليب مصلحة الوطن، والعمل على إنهاء النزاع عبر حلول سياسية عادلة، تستند إلى الحوار، وتحترم حقوق الإنسان، وتضمن مستقبلًا آمنًا ومستقرًا لجميع السوريين.

مركز تقدم للحوار والتنمية وبناء السلام
15 مارس 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى